شكرا لك أيتها الحياة

استلقيت على فراشي لاتناسى تعب اليوم الحار والجو المتقلب ومجهود العمل وضغوطات الحياة ..

أغمضت عيني لاترك لمخيلتي حرية التنقل في سلسلة من الذكريات ..

وبدأت رحلتي .. فتارة تستوقفني ذكرى سعيدة فأسعد معها وتارة ينتابني الم بسبب ذكرى تسببت لي في ذلك ..

أراهم وكأنني أعيشهم مرة أخرى !

ولكن ما فائدة الذكرى ان لم تنفع المؤمنين !

استغرقت كثيرا وتعمقت .. حتى وجدتني اغيب عن عالم الواقع ..

فلولم يصبني الالم .. لما اشتقت طعم الهناء
ولولم أرى الظلم .. لما احسست بقيمة العدالة
ولو لم أتعرض لخيانه .. لما قدست الوفاء
ولولا القسوة .. لما تقت لدفئ الحنان
ولولا العداوة .. ما كنت قيمت الصداقة
ولولا الوحدة .. ما تعطشت للقاء
ولولا الهجر .. ما عرفت الاخلاص



ولولا الخطأ .. ما كنت ميزت الصواب
ولولا الحزن .. ما احسست بثمن السعادة
ولولا الفشل .. ما كافحت للنجاح

ولولا ظلام اليأس .. ما اتجهت الى بصيص الأمل

وغيرها من المصاعب اللتي مررت بها في رحلتي .. نعم هي مصاعب ومؤلمة ..

لكن ماذا لو نظرنا لها بمنظور جديد
سنجد ان الحياة أخذت منا لتعطينا .. وحرمتنا لتعلمنا وتصقلنا ..

شكرا لك .. ايتها الحياة !

نعم شكرا لك .. ان من يكرهك يجهل حتما قدرك وينكر عطاؤك

قاسية انتي .. ظالمة
لكنك ذكية !

لن أجعلك تنالي مني .. لن استسلم لعقباتك
فأنت لستي سوى مرحلة .. ربما تنتهي غدا