لماذا الرقية الشرعية ؟
أما لماذا الرقية الشرعية والدعوة إلى الاستشفاء بها ، فنحن نختصر الجواب في الأسباب التالية :
1 ) أنها من السنة ، كما ذكرنا سابقا من الأدلة من الكتاب والسنة ..
2 ) لقلة الذكر والتحصن بالأوراد ، فالغالب على المسلمين اليوم – إلا من رحم الله – الغفلة عن ذكر الله تعالى وعن التحصن بالأذكار والأدعية ،
سواء كانت أذكار الصباح والمساء ، أو أذكار الأحوال والمناسبات ، أو ما بعد الصلوات الخمس ، أو تلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار ..
الأمر الذي جعلهم بسبب هذا التفريط فيما يحمي المعيون ويردع العائن يصيب بعضهم بعضاً – حتى لو كانوا أقرباء – بالعين من حيث لا يقصدون ، وذلك عن طريق إعجابهم بما يرون ، وبالذات عندما لا يبرّك أحدهم – أي يقول : ما شاء الله تبارك الله - ولا يذكر الله في حينه ..
3 ) لانتشار الحسد بين الناس ، فبعضهم – مع الأسف الشديد – إذا رأى غيره قد فضله الله عليه بنعمة من النعم كالاستقامة أو الذكاء أو الجمال أو المال أو الولد ، فإنه لا يشفي غليل حقده وحسده حتى يؤذيه ، إما عن طريق العين أو السحر ، نعوذ بالله منهم ..
4 ) لعلاج ما قد يوجد فينا من أمراض ، إذ من الوارد أن يكون الإنسان ، أو أحد أولاده ، أو أقاربه ، مصاباً بأحد الأمراض الروحية أو النفسية ( التي ذكرنا مظاهرها وعلاماتها سابقا ) وهو لا يدري ، خصوصاً العين ، الذي ثبت في الحديث سرعة نفوذها وتأثيرها في ذات الإنسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ) ،
ولأن من يصاب بها يتأذى بأنواع الأذى في حياته ، وقد يموت بسببها إذا لم يعالج نفسه بالرقية الشرعية ، كما جاء في الحديث الثابت عن النبي أنه قال :
( أكثر من يموت من أمتي – بعد قضاء الله وقدره – بالعين )
وقال ابن تيمية رحمه الله ( ما خلا جسد من حسد ، ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه ! )
5 ) لتوفر أسباب تسلط الجن على الإنس : فنحن في هذا العصر قد هيأ أكثرنا ظروفاً وأحوالاً تتسبب في تسلط الجن على الإنس من مثل :
تضييع الصلوات ، والانكباب على الشهوات والمعاصي والمنكرات ، وإيذاء الجن في أماكنهم ، والغفلة الشديدة عن ذكر الله ، وعدم التحصن بالأدعية والأذكار المأثورة ..
ومن الأسباب كذلك :
الخوف الشديد والمفاجئ ، والغضب الشديد في أي موقف ، أو الحزن والفرح الشديد على أمر من الأمور ..
6 ) أنها من الأعمال الصالحة الأخرى خير طريق للوصول إلى السعادة النفسية ، والطمأنينة القلبية ، فكثير من الناس اليوم أصبح يشتكي أمراض العصر :
كالهم والحزن والقلق و ( الطفش ) ، ومن أنجح العلاجات لهذه الأمراض لمن أصيب بها بعد القيام بالواجبات والطاعات هي الرقية الشرعية ..
7 ) أنها أفضل سبب – بعد الله – يعين على العمل الصالح والثبات على الإيمان ، فكم من إنسان ثقلت عليه الطاعة وصعب عليه أداء الصلوات في أوقاتها ، وكم من إنسان انحرف عن طريق الهداية ، وأسرف في المعاصي والآثام ، ولو أن هؤلاء وأمثالهم أخذوا بهذه الوصفة النبوية أو دُلُّوا عليها لأمكن – بإذن الله تعالى – مساعدتهم فيما اعترض طريقهم من صعوبات ومشكلات ، ولكانت لهم عوناً على الطاعات واجتناب المحرمات والاستقامة على دينه ..
8 ) إنها مضمونة النتائج بإذن الله تعالى
فنحن كم نخسر من الأموال وننفق من الأوقات والجهود في علاج أمراضنا العضوية والنفسية ، في المستشفيات والمستوصفات ، وهنا وهناك !!
ولو قيل لأحدنا : إن علاجك في آخر الأرض لذهب إليه !
أو أنه بالسعر الفلاني لاشتراه !
ومع ذلك لا يفكر أن يضيف مع ذلك السبب سبباً آخر ، قد يكون فيه الشفاء الحقيقي والعلاج الناجح ألا وهو :
الرقية الشرعية التي لا تحتاج من الإنسان إلا يسيراً من الجهد وقليلاُ من الوقت والصبر ، والتي إن لم يوردةب في استعمالاها الأجر والثواب ، والصحة والعافية ، فإنه لن يخسر شيئاً يذكر !! ………. الخ
قلب المسلم ..
تجد المسلم صاحب الإيمان والتقوى ، يعيش – في الغالب – خالياً من الأمراض النفسية ، وبطمأنينة قلبية ،ورضى وسرور ، وأمل وتفاؤل ، وإن كان يعيش في حياته الأخرى شيئاً من الضيق المادي ، أو لديه بعض المشكلات الاجتماعية أو غيرها
مما لا تخلو منها حياة كل إنسان ..
ومن جانب آخر
تراه إذا مرض بأي مرض يتعالج أولاً بما شرع الله له من أدوية إيمانية يأخذها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم بما أباح الله له من أدوية وعلاجات طبية ثبت نفعها وأثرها ، يستفيد من جمعه بين الدوائين عافية الدنيا وأجر الآخرة بإذن الله تعالى !
ولهذا ما أحوجنا نحن المسلمين إلى تقوية الجانب الإيماني لنعيش بأمن وأمان نفسي ، وسعادة واطمئنان قلبي ..
لنستمع إلى بعض أقوال من عاش تلك النعمة ..
يقول أحدهم :
لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف !!
وقال آخر :
إنه لتمر بي ساعات من السعادة والسرور أقول فيها إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب !!
وقال آخر :
إنه ليمر بلقلب أوقات يهتز فيها طرباً بأنسه بالله وحبه له !!
……………… وتأكيداً لهذه الحقيقة فقد أثبتت عدة دراسات علمية معاصرة في عدد من دول الغرب – لا يتسع المجال لذكرها – ما أثبته علماؤنا الأقدمون بأن استقرار الحالة النفسية وقوة الإيمان عند الإنسان تساعده كثيراً في الانتصار ليس على الأمراض النفسية والشعور بالسعادة والبهجة فحسب ، بل حتى على حالات المرض العضوي[center]