فى سورة " طه " نجد معنى تكرر أكثر من مرة يستحق منا أن نتأمله و نقف معه وقفة تدبر و تأمل
معنى الشقاء و مواضعه
فمن أول آية بعد طه نجد هذا المعنى
"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"
و تكرر مرة أخرى فى قوله تعالى
... " فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى "
و مرة ثالثة فى قوله عن الشيطان " إن هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى "
و الملاحظ هنا أن الشقاء نفى فى موضعين و أثبت فى موضع
نفى حال ملازمة القرآن و و اتباع منهج الله و هداه و تلك جنة على الأرض
و أثبت حال الخروج من جنة السماء حال الاستجابة لنزغات الشيطان
و المعنى الذى يتجلى بجمع الآيات أن الشقاء إنما يكون خارج الجنة و النعيم يكون فقط داخلها فى الدنيا قبل الآخرة
فلا شقاء حال المكث فى جنة الدنيا التى حدثنا عنها العباد و الصالحون و كرروا ذكرها
فمن جنة بن تيمية التى قال أنها فى صدره إن سجن فسجنه خلوة فى تلك الجنة و إن قتل فقتله شهادة تنقله من جنة الدنيا إلى جنة الآخرة و إن نفى فنفيه سياحة فى أرض الله و تأمل فى خلقه يدفع القلب دفعا إلى ذكره ليجوب وارف ظلال جنة الدنيا
إلى جنة بن عباس رضى الله عنهما الذى وجد من لذة العبادة ما جعله يقول عن أهل جنة الآخرة أنهم لو يجدوا مثل ما يجد فما أطيب عيشهم
أو جنة الحسن البصرى الذى أخبر أنه يجد فيها لذة لو علمها أبناء الملوك و السلاطين لجالدوه عليها بالسيوف
إنها جنة معرفة الله و الأنس به و ذكره و مناجاته و تلاوة كلامه و اتباع هداه
تلك هى جنة الدنيا الحقيقية التى هى طريق لجنة الآخرة حيث لا شقاء و لا نصب و لا وصب و لا جوع و لا ظمأ
أسأل الله أن يمتعنا بجنة الدنيا و لا يحرمنا جنة الآخرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
[center]