عن أبي يعلي شداد بن اوس_ رضي الله عنه_
عن النبي صلي الله عليه وسلم قال
: (( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت،
والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمني على الله الاماني
المعنى: (( دان نفسه)) أي: حاسبها.
الشرح
الكيـــس
معناه الإنسان الحازم الذي يغتنم الفرص
ويتخذ لنفسه الحيطة حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع.
(( من دان نفسه))
أي: من حاسبها ونظر ما فعل من المأمورات
وماذا ترك من المهينات:
هل قام بما أمر به،
وهل ترك ما نهي عنه،
فإذا رأي من نفسه تفريطا في الواجب استدركه إذا أمكن استدراكه،
وقام به أو بدله،
وإذا راء من نفسه انتهاكا لمحرم اقلع عنه وندم وتاب واستغفر.
: (( عمل لما بعد الموت))
يعني عمل للآخرة،
لان كل ما بعد الموت فانه من الآخرة،
وهذا هو الحق والحزم،
إن الإنسان يعمل لما بعد الموت
لأنه في هذه الدنيا مارا بها مرورا
والمال هو ما بعد الموت
، فاذا فرط ومضت عليه الأيام
وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس
، الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت
والعاجز من اتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا
، فيتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر
، ويتبع نفسه هواها في فعل النواهي
، ثم يتمني علي الله الأماني فيقول:
الله غفور رحيم، وسوف أتوب إلى الله في المستقبل
، وسوف اصلح من حالي إذا كبرت
، وما أشبه من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطان عليه
، فربما يدركها وربما لا يدركها
. ففي هذا الحديث
: الحث علي انتهاز الفرص
، وعلي إن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله
عز وجلوان يدع الكسل والتهاون والتمني
، فان التمني لا يفيد شيئا، كما قال الحسن البصري رحمه الله
: (( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي
، ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال))
. فعلينا أيها الاخوة إن ننتهز الفرصة
في كل ما يقرب إلى الله من فعل الاوامر و اجتناب النواهي
، حتى إذا قدمنا علي الله كنا علي اكمل ما يكون من حال.
نسأل الله إن يعيننا وإياكم علي ذكره وشكره وحسن عبادته
_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[center]