لم يسجنوك .. قصيدة للدكتور العشماوي
لم يسجُنُــوكَ وإِنَّما ســـــجنوا ... أخلاقَهُم بالظُّــــلمِ وامتَــــهَنوا
سجنوا القوانينَ التي وضـعوا ... سجنوا الموازينَ التي وَزَنــوا
سجنوا حضارتَهم ، وليس لها ... إلاَّ خُواءُ الرُّوح ، و الوهـــنُ
من وعـــدِ بلْفورَ استقـــامَ لهم ... معنى الخِداعِ ، وخَلْــفَهُ كَمَنُوا
وعـــدٌ تكشَّــــفَ عن مؤامَرَةٍ ... كُبرى ، أبـانَ خيوطَها الزَّمَنُ
باعـــوا بهِ وطَــــناً وليسَ لهم ... في أرضِـــهِ دارٌ ولا وطَــــنُ
باعـــوا الذي لا يملكونَ ، فلا ... صحَّ المـبيعُ ولا زكا الثَّــــمنُ
يا رائــــدَ الأقصى وناصِــرَهُ ... أنتَ الشُّجاعُ ، أمامَهُ جَبُـــنوا
أنتَ الكبـــيرُ أمامهُ صَغُــرُوا ... حتَّى تلاشى العــــقلُ و البدَنُ
لم يطعـــــنوكَ بغدرِهِم أبــــداً ... لكِنَّـــما ، إحساسَهمْ طَعَـــــنوا
سجنوا بسجنِكَ أنتَ ، أنْفُسَهُمْ ... في سجنهم ، وبقيدِهِ ارتهـــنوا
يا رائِــــــدَ الأقصى بهـــــمَّتِهِ ... صبْراً إذا ما اشـــتدَّ تِالمِحَنُ
إنَّ المُجاهِـــــدَ لا يُكبِّـــــــــلُهُ ... قيدٌ ، ولا تُزري بهِ لإحَـــــنُ
إن ماتَ فهي شهادةٌ شَــــرَفٌ ... أو عاشَ فهو الكيِّــــسُ الفَطِنُ
سجَنُوكَ ؟ كلاَّ أنتَ تسجُـــنُهُم ... في غدرِهِمْ ، لو أنَّهم فَطِـــنوا
_________________[center]